لماذا نقضم أظافرنا ونشد شعرنا؟

لماذا نقضم أظافرنا ونشد شعرنا؟

مروة بني هذيل - تضيق العشرينية آلاء ذرعا بعادة قضم الأظافر التي باتت لصيقة بها وجزءا لا يتجزأ من شخصيتها، وفق وصفها.

وعن ذلك، تقول "لا أنفك عن قضم أظافري، ما يعرضني للإحراج"، فضلا عن أن "منظر أظافري يزداد سوءا من الناحيتين الصحية والجمالية"، لافتة إلى أنها حاولت مرارا وتكرارا التخلص من هذا التصرف "لكنني بمجرد التفكير بأموري وانشغالاتي ومشاكلي حتى أبدأ بقضم أظافري".

وفي الوقت الذي تلجأ فيه آلاء لقضم أظافرها عند التعرض لضغط وتوتر، تقوم العشرينية ريما بتقطيع شعرها، ورغم أنها تعلم أن هذا السلوك يعرض شعرها للتقصف، إلا أنها لا تستطيع تغيير تلك العادة التي تصفها بـ"السيئة".وتلجأ ريما لثني نفسها عن تقطيع شعرها، لارتداء غطاء على رأسها، غير أنها ما إن تتعرض للضغوطات حتى تجد نفسها لاإراديا ممسكة بشعرها وتقطعه. ويحيل متخصصون بعض السلوكات والعادات التي يقبل عليها كثيرون رغبة في التخلص من التوتر مثل؛ قضم الأظافر أو تقطيع الشعر أو طقطقة الأصابع والرقبة وغيرها، لطبيعة الشخصية التي تتسم في الغالب بالعصبية، وبعضهم يرجعها للوسواس القهري، وآخرون يردونها إلى أنها قد تكتسب من المحيط؛ لاسيما الأطفال.

اختصاصي علم النفس، الدكتور جمال العتوم، يرى أن العادات الغريبة التي تعبر عن التوتر والعصبية وغيرهما من المشاعر السلبية، مثل مص الإصبع وحك الأنف ولف الشعر أو قطعه وحك الجلد وإصدار صوت بالأسنان وغيرها، كلها أفعال "غير مرغوب بها"، لافتا إلى أن "الشخص قد يكون مضطرا لفعلها رغم عدم رغبته في ذلك، ولكنه لا يستطيع منع نفسه من تكرارها؛ لأنه كلما فعل ذلك تعاظم القلق والتوتر داخله؛ وكلما مارس ذلك الفعل أعطاه قدرا لحظيّا من الراحة والهدوء". من جهته، يؤكد اختصاصي علم الاجتماع الدكتور حسين محادين أن هذه العادات "منتقدة اجتماعيا لدلالتها على توتر الشخصية وقلقها الدائم"، مشيرا الى أنه "على الأرجح من يدرك أسباب هذه العادة يمكنه الإقلاع عنها مع مرور الوقت ووجود الإرادة في ذلك".

"إن من يمارس هذه السلوكات يتصف مزاجه بالقلق والتوتر المزمن الذي يكاد يكون جزءا من تركيبته النفسية، وربما يكون لديه بعض التردد والتهور في حياته، مع عدم القدرة على التحكم في النفس"، بحسب العتوم، الذي يفسر سبب إقبال الشخص على بعضها، فمثلا إن تحريك الخواتم أو الحلق يعبر عن الحرج والقلق من الكلام الذي يسمعه الشخص مع وجود رغبة ملحة في عدم سماعه، كما أن عض الشفاه يدل على المقاومة للانفعالات الداخلية.

ويضيف العتوم أن ضم اليدين عند التحدث يعني رغبة الشخص في الدفاع عن النفس وحمايتها من رد فعل قد يزعج الطرف الآخر، بينما وضع اليدين في الجيوب أثناء الحديث يدل على موقف محدد ضد الطرف الآخر مع وجود تحد وكبرياء ومقاومة.

وفيما يتعلق بشد إحدى خصلات الشعر، يقول العتوم "إن هذه الحركة تعني التواصل مع الأفكار الداخلية والإبحار في الذات لاستحضار كل جزئية من هذه الأفكار"، مبيناً أن هذه الحركات حين تتحول الى عادة، فهي "دليل على القلق والتوتر النفسي، ما يستدعي حينها العلاج". عادة العض على الأسنان أثناء النوم هي ما يعاني منه الثلاثيني محمد، الذي يقول "إنها من أسوأ العادات التي قد تصيب الإنسان صغيرا كان أم كبيرا"، مبينا أنه بدأ يشعر بهذه المشكلة بعد الزواج "حيث أثارت هذه العادة اشمئزاز زوجتي مني، إلى جانب ما يصيبني من ألم في الرأس ووجع في عضلات الفك وعدم القدرة على المضغ".

علاج المشكلة يكمن في البحث بالأسباب، وفق الطبيب العام الدكتور علي قطيشات، الذي يشير إلى إمكانية التخلص من بعض هذه العادات، فمثلا "بالنسبة لقضم الأظافر، فالأمر ليس بتلك الصعوبة، فمن خلال العناية المنتظمة بالأظافر يكون الأمر مشجعا للحفاظ عليها جذابة طوال الوقت".أما مشكلة العض على الأسنان، فتستوجب أولا معرفة المشاكل الكامنة التي سببت الضغط العصبي، وذلك من خلال العلاج النفسي، والتقليل من التوتر، أو تصحيح عضة الأسنان، بعد مراجعة طبيب الأسنان لتشخيص الوضع.

وينصح قطيشات من يقوم بتفريغ توتره بعادات تضره أن يبحث في خطورة اللجوء لمثل تلك الممارسات؛ ففي حال كان الشخص ممن يعض على شفتيه، وعرف أن تكرار هذه العادة يؤدي لنزع جلد الشفتين الرقيق بأطراف الأسنان وإصابتها بالتشقق والجفاف، فعليه بأن يقلع عن ممارسة هذا السلوك بشتى الطرق.

» لماذا يجب أن نخطط ؟
» لماذا الثقافة الجنسية ؟
» جمااال شخصيتك في : ( لا ) ... ( لماذا ) ... ( إذن) |¦|
» لماذا لا يحترق الماء؟؟؟؟؟؟؟؟؟
» لماذا لا يعمل اليهود يوم السبت؟